قبل تسعة أعوام، وتحديدا قبل أيام من عملية تحرير الجنوب في الخامس والعشرين من أيار 2000 أشرف الشهيد عماد مغنية («الحاج رضوان»)
بنفسه على عملية اقتحام وتحرير موقع الميليشيات اللحدية في «عرمتى» في منطقة جزين. في تلك العملية، تم استخدام سيارة «بيك اب» مصفحة لا تخترق بالرصاص وهي كانت محملة بثلاثة أطنان من المتفجرات تستخدم للمرة الأولى في عمليات المقاومة وكانت كفيلة باختراق كافة تحصينات الموقع وقتل وجرح من فيه.
فاقمت العملية حالة التخبط وروح الهزيمة في صفوف الاحتلال والعملاء، وكان قرار العملية النوعية الثانية التي استهدفت موقع البياضة المشرف على سهل مدينة صور.
في هذا الهجوم الذي اشرف عليه ايضا «الحاج رضوان» ميدانيا، واسفر عن تحرير هذا الموقع الاستراتيجي، ادخلت المقاومة للمرة الاولى في تاريخها سلاح الدبابات. فقصفت عمق الموقع المذكور بعشرات القذائف التي انطلقت من دبابات ت 54 الروسية الصنع.
بعد هذين الهجومين الكبيرين وما سبقهما من عمليات نوعية وتسجيل خسائر كبيرة في الارواح والعتاد في صفوف العدو وميليشياته واخراج «الميركافا» من ساحة المعركة وارباك سلاح الجو وعدم قدرته في التأثير ومع ارتفاع صرخة الداخل الاسرائيلي المنادي بالانسحاب بدأ العد العكسي للهزيمة الكاملة للاحتلال بعد مضي 22 عاما على احتلال الاراضي اللبنانية.
هذان الحدثان ما زالا مطبوعين في ذاكرة مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، على مسافة تسع سنوات من ذكرى التحرير، وفي ذاكرته أيضا كل الدقائق والساعات والأيام الأخيرة لسيرة التحرير التي كان قائد الانتصارين الحاج رضوان شريكا في صياغة ادق تفاصيلها.
«كان اهالي القنطرة يحيون ذكرى احد ابناء بلدتهم في الغندورية التي يفصل بينها وبين القنطرة وادي الحجير. في تلك الظهيرة من يوم الاحد الواقع في 20 ايار الفين، تلقى الشيخ قاووق اتصالا من أحد ضباط القوة الفنلندية العاملة ضمن القوات الدولية العاملة في الجنوب. سأله الضابط وهو يتحدث من موقعه المتقدم في وادي الحجير «عن طبيعة التحركات والاستعدادات التي يقوم بها الاهالي عند بوابة الوادي المذكور من ناحية الغندورية وعما اذا كان الاهالي يعتزمون تخطي البوابة للعبور نحو القنطرة المحتلة»، فكان الجواب لا بالتأكيد ولا بالنفي»، يقول الشيخ قاووق.
بعد وقت قصير جدا، اقتحم الاهالي الذين كانوا يقومون بهذا العمل بالتوازي مع تسلل مجموعات من المقاومين الى المنطقة، البوابة مجتازين الوادي بأرتال من السيارات والمشاة نحو القنطرة ودير سريان والطيبة. فيما كان عناصر الميليشيات في المواقع المتاخمة يفرون الى مناطق اخرى في مرجعيون وجنود «الطوارئ» يراقبون المشهد غير مصدقين ما يحصل.
ليل الاحد، في العشرين من ايار، وبعد استكمال المرحلة الاولى من التحرير جاء الشهيد عماد مغنيه الى المنطقة، «وعقدنا جلسة طارئة بحضور القادة الميدانيين في المقاومة. وقمنا بوضع خطة للدخول تتناغم بين زحف الاهالي باتجاه المناطق المحتلة عبر البوابات التي كانت تفصل المناطق المحررة عن المناطق المحتلة ودخول مجموعات المقاومة.
فكان اليوم التالي عبور وادي السلوقي من جهة شقرا باتجاه حولا ومركبا ورب ثلاثين وطلوسة وغيرها على وقع انهيار الميليشيات اللحدية وتسليم عناصرها انفسهم للمقاومة والجيش اللبناني مخلفين وراءهم اسلحتهم وعتادهم ووثائقهم. وكرت السبحة في الايام التالية نحو الناقورة وبيت ياحون ومرجعيون» والسرد للشيخ قاووق.
يستذكر القيادي ـ الرمز في «حزب الله» احدى المحطات اللافتة للانتباه ويقول: العدو وعناصر الميليشيات كانوا يقصفون الاهالي العزل عند دخولهم الى بوابات المناطق المحتلة، ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين.
يومها اتصل بي سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله وطلب مني ابلاغ الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» تيمور غوكسيل نقل رسالة الى الاسرائيليين مفادها ان المقاومة ستقصف شمال فلسطين المحتلة اذا ما استمر قصف المدنيين وان المهلة المحددة لاعطاء الجواب ساعة فقط .
وبالفعل اتصل غوكسيل برئيس وزراء العدو انذاك ايهود باراك الذي كان يعقد جلسة للحكومة الاسرائيلية المصغرة وكان الجواب الاسرائيلي سريعا بالالتزام التام بوقف اي عملية قصف مدفعي.
في موازاة ذلك، كان من «صمد» من عناصر الميليشيات اللحدية يسلم نفسه للمقاومة ما اجبر العدو الاسرائيلي على الانسحاب غير المنظم تاركا وراءه الاعلام الاسرائيلية التي داس عليها المقاومون والكثير من العتاد والاسلحة والوثائق التي تتعلق بملفات شبكات العملاء في الجهاز 504 من شيفرات ورسائل «الامر الذي شكل ضربة امنية هي الاكبر بتاريخ الكيان الصهيوني»، على حد تعبير الشيخ قاووق أخذ الحاج عماد مغنيه على عاتقه تنفيذ آلية أمنية تضمن حماية المسيحيين وممتلكاتهم في المناطق المحررة «وهو نجح في خلال ثلاثة ايام بان يسلم القوى الامنية اللبنانية مسؤولية حفظ الامن. فيما حظرت المقاومة أي ظهور مسلح للمقاومين وشكلت شرطة عسكرية من جهازها لضبط اي حالة ولو كانت تتمثل بظهور «مسدس».
يضيف قاووق: في اليوم الاخير للانسحاب من منطقة مرجعيون «حرصت ان اكون ضمن اول قافلة عابرة الى المناطق المحررة وحرصنا على تطمين اهالي مرجعيون والقليعة لاجل تلافي»الالغام الطائفية» التي زرعها العدو وعندما دخلت الى القليعة كانت شوارعها وطرقاتها مقفرة ووجدت الاهالي متجمعين في كنيسة البلدة فأبلغتهم بان مال وحياة وعرض المسيحيين حرام وان المقاومة ستحميهم وتحمي ممتلكاتهم اسوة بكل المواطنين، وكانت هذه أوامر قيادة المقاومة وطلب الحاج عماد نقلها حرفيا للأهالي.
هنا «يفاخر» قاووق بشهادة رئيس اللجنة الدولية في الصليب الاحمر الذي زاره بعد اكتمال الانسحاب الاسرائيلي قائلا له ان الصليب الاحمر الدولي منذ تأسيسه لم يشهد ان جيشا انهزم وان جيشا دخل منتصرا ولم تحصل عملية قتل أو اغتصاب أو فقدان اشخاص الخ...
بعد مضي تسع سنوات على التحرير «صارت المقاومة اكثر حضورا سياسيا وشعبيا وعسكريا ولم يسبق ان حظيت مقاومة بهذا التأييد العابر للطوائف والمناطق حتى صار بين صفوفها «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال»وتضم أعدادا كبيرة من مختلف الطوائف وهي باتت تحظى باعجاب وتقدير اكبر جيوش العالم بما في ذلك بعض الكليات الحربية الأميركية التي صارت تدرس نموذج مقاومة «حزب الله»، ويقول الشيخ قاووق أكثرية العرب والمسلمين يعقدون آمالهم اليوم على حكمة وشجاعة السيد حسن نصرالله .
وبعد مضي تسع سنوات على التحرير، لم تتفاجأ المقاومة باكتشاف هذا الكم من شبكات التجسس الاسرائيلية، ذلك أن الاسرائيلي قبل التحرير وبعده، يضع «أجندة» للداخل اللبناني وهو يريد استهداف المقاومة بأي وسيلة، وقد زاد من وتيرة نشاطه فشله الاستخباراتي ابان «حرب تموز» وبالتالي نحن لا نستطيع ان نبرئ شبكات التجسس من مسلسل الارهاب والاجرام الذي حصل في لبنان في السنوات الأخيرة، ويضيف قاووق «لقد تبين أن بعض هذه الشبكات لعب دورا في اثارة الفــتن والنعــرات في الجنوب وفي البلد مســتفيدا من البيئة السياسية المحرضة على المقاومة».
ويكشف قاووق بانه على رأس أولويات الشبكات التحضير للسيد حسن نصرالله الذي يخضع لاعظم ملاحقة عالمية لاغتياله بدءا من الاقمار الاصطناعية وطائرات التجسس والعملاء المرتبطين بشبكات اقليمية ودولية.
بنفسه على عملية اقتحام وتحرير موقع الميليشيات اللحدية في «عرمتى» في منطقة جزين. في تلك العملية، تم استخدام سيارة «بيك اب» مصفحة لا تخترق بالرصاص وهي كانت محملة بثلاثة أطنان من المتفجرات تستخدم للمرة الأولى في عمليات المقاومة وكانت كفيلة باختراق كافة تحصينات الموقع وقتل وجرح من فيه.
فاقمت العملية حالة التخبط وروح الهزيمة في صفوف الاحتلال والعملاء، وكان قرار العملية النوعية الثانية التي استهدفت موقع البياضة المشرف على سهل مدينة صور.
في هذا الهجوم الذي اشرف عليه ايضا «الحاج رضوان» ميدانيا، واسفر عن تحرير هذا الموقع الاستراتيجي، ادخلت المقاومة للمرة الاولى في تاريخها سلاح الدبابات. فقصفت عمق الموقع المذكور بعشرات القذائف التي انطلقت من دبابات ت 54 الروسية الصنع.
بعد هذين الهجومين الكبيرين وما سبقهما من عمليات نوعية وتسجيل خسائر كبيرة في الارواح والعتاد في صفوف العدو وميليشياته واخراج «الميركافا» من ساحة المعركة وارباك سلاح الجو وعدم قدرته في التأثير ومع ارتفاع صرخة الداخل الاسرائيلي المنادي بالانسحاب بدأ العد العكسي للهزيمة الكاملة للاحتلال بعد مضي 22 عاما على احتلال الاراضي اللبنانية.
هذان الحدثان ما زالا مطبوعين في ذاكرة مسؤول منطقة الجنوب في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، على مسافة تسع سنوات من ذكرى التحرير، وفي ذاكرته أيضا كل الدقائق والساعات والأيام الأخيرة لسيرة التحرير التي كان قائد الانتصارين الحاج رضوان شريكا في صياغة ادق تفاصيلها.
«كان اهالي القنطرة يحيون ذكرى احد ابناء بلدتهم في الغندورية التي يفصل بينها وبين القنطرة وادي الحجير. في تلك الظهيرة من يوم الاحد الواقع في 20 ايار الفين، تلقى الشيخ قاووق اتصالا من أحد ضباط القوة الفنلندية العاملة ضمن القوات الدولية العاملة في الجنوب. سأله الضابط وهو يتحدث من موقعه المتقدم في وادي الحجير «عن طبيعة التحركات والاستعدادات التي يقوم بها الاهالي عند بوابة الوادي المذكور من ناحية الغندورية وعما اذا كان الاهالي يعتزمون تخطي البوابة للعبور نحو القنطرة المحتلة»، فكان الجواب لا بالتأكيد ولا بالنفي»، يقول الشيخ قاووق.
بعد وقت قصير جدا، اقتحم الاهالي الذين كانوا يقومون بهذا العمل بالتوازي مع تسلل مجموعات من المقاومين الى المنطقة، البوابة مجتازين الوادي بأرتال من السيارات والمشاة نحو القنطرة ودير سريان والطيبة. فيما كان عناصر الميليشيات في المواقع المتاخمة يفرون الى مناطق اخرى في مرجعيون وجنود «الطوارئ» يراقبون المشهد غير مصدقين ما يحصل.
ليل الاحد، في العشرين من ايار، وبعد استكمال المرحلة الاولى من التحرير جاء الشهيد عماد مغنيه الى المنطقة، «وعقدنا جلسة طارئة بحضور القادة الميدانيين في المقاومة. وقمنا بوضع خطة للدخول تتناغم بين زحف الاهالي باتجاه المناطق المحتلة عبر البوابات التي كانت تفصل المناطق المحررة عن المناطق المحتلة ودخول مجموعات المقاومة.
فكان اليوم التالي عبور وادي السلوقي من جهة شقرا باتجاه حولا ومركبا ورب ثلاثين وطلوسة وغيرها على وقع انهيار الميليشيات اللحدية وتسليم عناصرها انفسهم للمقاومة والجيش اللبناني مخلفين وراءهم اسلحتهم وعتادهم ووثائقهم. وكرت السبحة في الايام التالية نحو الناقورة وبيت ياحون ومرجعيون» والسرد للشيخ قاووق.
يستذكر القيادي ـ الرمز في «حزب الله» احدى المحطات اللافتة للانتباه ويقول: العدو وعناصر الميليشيات كانوا يقصفون الاهالي العزل عند دخولهم الى بوابات المناطق المحتلة، ما أدى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين.
يومها اتصل بي سماحة الامين العام السيد حسن نصرالله وطلب مني ابلاغ الناطق الرسمي باسم «اليونيفيل» تيمور غوكسيل نقل رسالة الى الاسرائيليين مفادها ان المقاومة ستقصف شمال فلسطين المحتلة اذا ما استمر قصف المدنيين وان المهلة المحددة لاعطاء الجواب ساعة فقط .
وبالفعل اتصل غوكسيل برئيس وزراء العدو انذاك ايهود باراك الذي كان يعقد جلسة للحكومة الاسرائيلية المصغرة وكان الجواب الاسرائيلي سريعا بالالتزام التام بوقف اي عملية قصف مدفعي.
في موازاة ذلك، كان من «صمد» من عناصر الميليشيات اللحدية يسلم نفسه للمقاومة ما اجبر العدو الاسرائيلي على الانسحاب غير المنظم تاركا وراءه الاعلام الاسرائيلية التي داس عليها المقاومون والكثير من العتاد والاسلحة والوثائق التي تتعلق بملفات شبكات العملاء في الجهاز 504 من شيفرات ورسائل «الامر الذي شكل ضربة امنية هي الاكبر بتاريخ الكيان الصهيوني»، على حد تعبير الشيخ قاووق أخذ الحاج عماد مغنيه على عاتقه تنفيذ آلية أمنية تضمن حماية المسيحيين وممتلكاتهم في المناطق المحررة «وهو نجح في خلال ثلاثة ايام بان يسلم القوى الامنية اللبنانية مسؤولية حفظ الامن. فيما حظرت المقاومة أي ظهور مسلح للمقاومين وشكلت شرطة عسكرية من جهازها لضبط اي حالة ولو كانت تتمثل بظهور «مسدس».
يضيف قاووق: في اليوم الاخير للانسحاب من منطقة مرجعيون «حرصت ان اكون ضمن اول قافلة عابرة الى المناطق المحررة وحرصنا على تطمين اهالي مرجعيون والقليعة لاجل تلافي»الالغام الطائفية» التي زرعها العدو وعندما دخلت الى القليعة كانت شوارعها وطرقاتها مقفرة ووجدت الاهالي متجمعين في كنيسة البلدة فأبلغتهم بان مال وحياة وعرض المسيحيين حرام وان المقاومة ستحميهم وتحمي ممتلكاتهم اسوة بكل المواطنين، وكانت هذه أوامر قيادة المقاومة وطلب الحاج عماد نقلها حرفيا للأهالي.
هنا «يفاخر» قاووق بشهادة رئيس اللجنة الدولية في الصليب الاحمر الذي زاره بعد اكتمال الانسحاب الاسرائيلي قائلا له ان الصليب الاحمر الدولي منذ تأسيسه لم يشهد ان جيشا انهزم وان جيشا دخل منتصرا ولم تحصل عملية قتل أو اغتصاب أو فقدان اشخاص الخ...
بعد مضي تسع سنوات على التحرير «صارت المقاومة اكثر حضورا سياسيا وشعبيا وعسكريا ولم يسبق ان حظيت مقاومة بهذا التأييد العابر للطوائف والمناطق حتى صار بين صفوفها «السرايا اللبنانية لمقاومة الاحتلال»وتضم أعدادا كبيرة من مختلف الطوائف وهي باتت تحظى باعجاب وتقدير اكبر جيوش العالم بما في ذلك بعض الكليات الحربية الأميركية التي صارت تدرس نموذج مقاومة «حزب الله»، ويقول الشيخ قاووق أكثرية العرب والمسلمين يعقدون آمالهم اليوم على حكمة وشجاعة السيد حسن نصرالله .
وبعد مضي تسع سنوات على التحرير، لم تتفاجأ المقاومة باكتشاف هذا الكم من شبكات التجسس الاسرائيلية، ذلك أن الاسرائيلي قبل التحرير وبعده، يضع «أجندة» للداخل اللبناني وهو يريد استهداف المقاومة بأي وسيلة، وقد زاد من وتيرة نشاطه فشله الاستخباراتي ابان «حرب تموز» وبالتالي نحن لا نستطيع ان نبرئ شبكات التجسس من مسلسل الارهاب والاجرام الذي حصل في لبنان في السنوات الأخيرة، ويضيف قاووق «لقد تبين أن بعض هذه الشبكات لعب دورا في اثارة الفــتن والنعــرات في الجنوب وفي البلد مســتفيدا من البيئة السياسية المحرضة على المقاومة».
ويكشف قاووق بانه على رأس أولويات الشبكات التحضير للسيد حسن نصرالله الذي يخضع لاعظم ملاحقة عالمية لاغتياله بدءا من الاقمار الاصطناعية وطائرات التجسس والعملاء المرتبطين بشبكات اقليمية ودولية.