لا أحد يعرف كيف قتلوه وفخخوا سيارته على الرغم من أنهم لا يعرفون شكله الذي غيره عدة مرات بعمليات جراحية وتمويه، ولا يظهر أصلا بصورة إعلامية؟ ولا أحد يعرف من قتله على وجه الدقة، هل هي المخابرات الإسرائيلية التي تتبرأ من ذلك ولكنها تسمي قتله إنجازا؟ أم الأمريكيون الذين رصدوا مكافأة لاصطياده منذ سنوات بسبب ما فعله بهم في بيروت وغيرها؟ أم هما معا؟
إنه اللبناني الشيعي "عماد مغنية" أو "علي نوري زاده" أو "الحاج عماد" كما يطلقون عليه، والذي قتل في أحد أحياء دمشق، ولكن تاريخ حياته واختفاءه المستمر وغموض شخصيته أعطاه أسماء أخرى، منها: "الثعلب" كما يطلق عليه الإيرانيون، و"الحاج عماد" كما يطلق عليه حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، و"بن لادن الشيعي" كما يسمونه في إسرائيل، أو "القاتل الأكبر" وفق التسمية الأمريكية، ويطلق عليه أيضا أسماء "الثعلب" و"رجل الظل".
ولكن لأنه "مجاهد" بدأ حياته في تنظيم الجهاد الإسلامي لقتال الأمريكان والصهاينة، كما أنه ظل طوال حياته "شبحا" يعجز أعداؤه عن كشفه أو اصطياده، فأفضل تسمية يمكن أن نطلقها عليه هي "المجاهد الشبح".
ولد "عماد فايز مغنية" في مدينة صور بالجنوب اللبناني، في بيت مزارع لبناني شيعي في 12 يوليو عام 1962، وانتقلت عائلته التي تتكون من والدته ووالده وأخويه جهاد وفؤاد لاحقا، إلى الضاحية في جنوب بيروت، وتعلم عماد مغنية هناك في مدارس لبنانية خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، وعندما نضج درس لفترة قصيرة في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وقد قُتل شقيقه جهاد في 1985، إبان محاولة لاغتيال فضل الله الذي حل مغنية في حراسته محل أخيه الأكبر، وما لبث أن اغتيل الشقيق الثاني فؤاد بمتفجرة إسرائيلية كان المقصود بها عماد.
الابن الروحي لـ"علي شريعتي"؟
بدأ اسم "مغنية" يلمع قبل قيام الثورة الإيرانية 1979 بعدة سنين، عندما صدر كتاب لرجل الدين اللبناني "جواد مغنية" يتضمن آراء الدكتور علي شريعتي المفكر الإيراني، الذي وضع الحجر الأساسي للثورة الإيرانية في الوسط الجامعي والديني في إيران، حيث أصبح اسم "مغنية" مرتبطا باسم شريعتي في عقول وقلوب الإيرانيين والشيعة في لبنان.
ولم يكن "عماد" و"جواد" بينهما أي صلة قرابة، ولكن ما جلب هذه الصلة في عقول الإيرانيين والشيعة أن إحدى الصحف نشرت صورة جواد مغنية مكتوبا تحتها "والد المناضل الثوري اللبناني عماد مغنية". وهو ما جعل عماد فايز مغنية الابن البار لسلالة دينية بارزة في شرق لبنان والابن الروحي لعلي شريعتي في عقول الشباب الإيراني، حتى تبين للإيرانيين الحقيقة وأن عماد ليس ابن جواد، وأنه لبناني مسلم شيعي تأثر بالثورة الإيرانية، عندما بدأت أنشطة "عماد" في اختطاف الطائرات والمواطنين الغربيين خلال الاضطرابات السياسية في لبنان في الثمانينيات تدوي وتنشر له سيرة ذاتية حقيقية.
ومع هذا فقد استمرت هذه الرابطة بين عماد وبين إيران بعدما أصبح هو بالفعل حلقة ربط بين إيران وحزب الله اللبناني.
كان مغنية أحد المتعاونين مع "القوة 17" التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة، التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح مثل "أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد"، ولعب مغنية دورا في عملية نقل سلاح "فتح" إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بـ"حركة أمل" و"حزب الله" بعد أن اضطرت حركة "فتح" إلى مغادرة بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وبعد حصار بيروت، الذي دام ما يقرب من ثلاثة أشهر وخروج فتح ومنظمة التحرير من لبنان، انتقل مغنية للعمل في صفوف «حركة أمل»، ثم انتقل للعمل ضمن صفوف «حزب الله»، وذلك بالتزامن مع انتقال حسن نصر الله من صفوف «حركة أمل» إلى «حزب الله».
وقبل انخراطه في حزب الله الذي تأسس عام 1985، قام مغنية في عام 1982 بثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا؛ هي: تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل 1983 والتي أسفرت عن مقتل 63 أمريكيا ولبنانيا، وتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أمريكيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في البقاع، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسيا.
ومنذ انخراط عماد في «حزب الله» بعد بضعة أشهر فقط من تأسيس الحركة، عينه أحد قياديي الحرس في لبنان، وهو "أحمد متوسليان" مسئولا عن استخبارات «حزب الله» في بيروت، وعقب اختطاف "متوسليان" فيما بعد من قبل القوات اللبنانية مع القائم بالأعمال الإيراني محسن موسوي ومراسل وكالة الأنباء الإيرانية كاظم إخوان وسائق السفارة الإيرانية وقول الدكتور سمير جعجع إن أيلي حبيقة قائد القوات اللبنانية حينئذ أمر بقتلهم، بدأ نجم "مغنية" يلمع أكثر.
وقد عمل مغنية لفترة مسئولا عن الأمن الشخصي للزعيم الروحي لـ«حزب الله» حسين فضل الله، إلا أنه لاحقا وبسبب المهارات غير العادية التي يتمتع بها في التخطيط الميداني والقيادة، بات مسئولا عن العمليات الخاصة لـ«حزب الله» ما جعله المطلوب الأكثر إلحاحا لدى الأمريكان والصهاينة.
وكان مغنية يمتلك جوازات لبنانية وسورية وإيرانية وباكستانية، كما أنه غير ملامح وجهه عدة مرات، ما سهل له القيام بعدة عمليات في الخارج أيضا، منها تخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات في الأرجنتين في التسعينيات، من بينها تفجير مركز يهودي عام 1994 في بوينس أيرس، أودى بحياة 85 شخصا، ويقال إنه شارك في تفجير الخبر بالسعودية 1996، حيث قتل 19 عسكريا أمريكيا، ولذلك تصفه المصادر الأمريكية بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أمريكيين، كما أنه كان مطلوبا في 42 دولة، ورصدت جائزة لرأسه بلغت 5 ملايين دولار.
ووفقا لمصادر غير مؤكدة، فقد قضى "مغنية" فترة ما بين 1997 وغزو العراق 2003، بين أفغانستان وسوريا ولبنان وباكستان وشمال العراق، وساعد على انتقال كبار قيادات «القاعدة» من أفغانستان إلى إيران.
وفي عام 2005 – وفق جريدة الشرق الأوسط - عُهدت إليه مسئولية تنظيم العلاقات بين فصائل الشيعة المسلحة في جنوب العراق، ومن ثم تسلم مهمة المشرف الميداني على مراكز استخبارات الحرس الثوري في جنوب العراق، وفي العام نفسه 2005، توجه عماد إلى لبنان عبر سوريا، برفقة بعض المسئولين الإيرانيين هذه المرة تحت اسم سيد مهدي هاشمي، إيراني الجنسية، حاملا جواز سفر دبلوماسي.
وأوائل عام 2006 شوهد عماد فايز مغنية في البصرة بالعراق، ويقال إنه كان مسئولا عن تنظيم سفر مقاتلي «جيش المهدي» إلى إيران، للمشاركة في دورات التدريب، وفي أبريل الماضي، تردد أن مغنية عاد إلى لبنان، حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات «حزب الله»، ووفقا لمزاعم لمصادر إسرائيلية، فإنه أعد خطة خطف الجنديين الإسرائيليين بناء على تعليمات صادرة من قبل استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وأن ثمانية أجهزة استخباراتية إسرائيلية عجزت عن اختراق "حزب الله" وعرقلة نشاط عماد مغنية.
والغريب أن أخبار مغنية بدأت تظهر مؤخرا على الرغم من استمرار اختفائه بصورة تبعث على التساؤل عن مصدرها.. فالزعيم اللبناني وليد جنبلاط قال قبل فترة: "إن المعلّم الأساسي للسيد حسن ( نصر الله) هو عماد مغنية"، ثم عاد - خلال التوتر الأخير في لبنان - ليقول إنه ربما الجهاز الأمني لدى "حزب الله" أو ما يسمى عماد مغنية متورط في بعض "الجرائم"، مضيفا: "رأينا كيف قدموا يوم اغتيال (النائب) جبران تويني الحلوى في بعض المناطق".
أيضا نقلت صحيفة "صنداي تايمز" في أبريل الماضي، عن خبراء أمنيين ومسئول أمريكي سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قولهم إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حضر لقاء في سوريا مطلع هذا العام مع مغنية، وقالت الصحيفة: "إن مسئولين أمريكيين ومصادر في الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن مغنية بوصفه قائد العمليات الخارجية في حزب الله اللبناني، تولى مسئولية تدبير الرد الإيراني ضد أهداف غربية، إذا أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بضرب المنشآت النووية الإيرانية".
وأضافت أن: مغنية سافر في يناير الماضي مع أحمدي نجاد من طهران إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى الرئيس الإيراني قادة "حزب الله". وجاء النشاط المتزايد لمغنية مؤخرا وارتباط اسمه بخطط مواجهة أمريكا في المنطقة في حالة القيام بغزو لإيران، فضلا عن ارتباط اسمه بعمليتي خطف الجنديين الإسرائيليين، فضلا عن نشاطه السابق، ليثير علامات استفهام حول اختراق ما أو رصد مكثف، أو تجسس بتقنية عالية على أنشطته، ليجري اصطياد هذا المجاهد الشبح في سوريا، وتنتهي أسطورة أحد أبرز مقضِّي مضاجع الأمريكان والإسرائيليين.
إنه اللبناني الشيعي "عماد مغنية" أو "علي نوري زاده" أو "الحاج عماد" كما يطلقون عليه، والذي قتل في أحد أحياء دمشق، ولكن تاريخ حياته واختفاءه المستمر وغموض شخصيته أعطاه أسماء أخرى، منها: "الثعلب" كما يطلق عليه الإيرانيون، و"الحاج عماد" كما يطلق عليه حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، و"بن لادن الشيعي" كما يسمونه في إسرائيل، أو "القاتل الأكبر" وفق التسمية الأمريكية، ويطلق عليه أيضا أسماء "الثعلب" و"رجل الظل".
ولكن لأنه "مجاهد" بدأ حياته في تنظيم الجهاد الإسلامي لقتال الأمريكان والصهاينة، كما أنه ظل طوال حياته "شبحا" يعجز أعداؤه عن كشفه أو اصطياده، فأفضل تسمية يمكن أن نطلقها عليه هي "المجاهد الشبح".
ولد "عماد فايز مغنية" في مدينة صور بالجنوب اللبناني، في بيت مزارع لبناني شيعي في 12 يوليو عام 1962، وانتقلت عائلته التي تتكون من والدته ووالده وأخويه جهاد وفؤاد لاحقا، إلى الضاحية في جنوب بيروت، وتعلم عماد مغنية هناك في مدارس لبنانية خلال المرحلة الإعدادية والثانوية، وعندما نضج درس لفترة قصيرة في الجامعة الأمريكية في بيروت.
وقد قُتل شقيقه جهاد في 1985، إبان محاولة لاغتيال فضل الله الذي حل مغنية في حراسته محل أخيه الأكبر، وما لبث أن اغتيل الشقيق الثاني فؤاد بمتفجرة إسرائيلية كان المقصود بها عماد.
الابن الروحي لـ"علي شريعتي"؟
بدأ اسم "مغنية" يلمع قبل قيام الثورة الإيرانية 1979 بعدة سنين، عندما صدر كتاب لرجل الدين اللبناني "جواد مغنية" يتضمن آراء الدكتور علي شريعتي المفكر الإيراني، الذي وضع الحجر الأساسي للثورة الإيرانية في الوسط الجامعي والديني في إيران، حيث أصبح اسم "مغنية" مرتبطا باسم شريعتي في عقول وقلوب الإيرانيين والشيعة في لبنان.
ولم يكن "عماد" و"جواد" بينهما أي صلة قرابة، ولكن ما جلب هذه الصلة في عقول الإيرانيين والشيعة أن إحدى الصحف نشرت صورة جواد مغنية مكتوبا تحتها "والد المناضل الثوري اللبناني عماد مغنية". وهو ما جعل عماد فايز مغنية الابن البار لسلالة دينية بارزة في شرق لبنان والابن الروحي لعلي شريعتي في عقول الشباب الإيراني، حتى تبين للإيرانيين الحقيقة وأن عماد ليس ابن جواد، وأنه لبناني مسلم شيعي تأثر بالثورة الإيرانية، عندما بدأت أنشطة "عماد" في اختطاف الطائرات والمواطنين الغربيين خلال الاضطرابات السياسية في لبنان في الثمانينيات تدوي وتنشر له سيرة ذاتية حقيقية.
ومع هذا فقد استمرت هذه الرابطة بين عماد وبين إيران بعدما أصبح هو بالفعل حلقة ربط بين إيران وحزب الله اللبناني.
كان مغنية أحد المتعاونين مع "القوة 17" التابعة لحركة فتح، وهي القوة العسكرية الخاصة، التي كانت تتولى حماية قيادات حركة فتح مثل "أبو عمار، أبو جهاد، أبو إياد"، ولعب مغنية دورا في عملية نقل سلاح "فتح" إلى المقاومة اللبنانية، ممثلة بـ"حركة أمل" و"حزب الله" بعد أن اضطرت حركة "فتح" إلى مغادرة بيروت، إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982.
وبعد حصار بيروت، الذي دام ما يقرب من ثلاثة أشهر وخروج فتح ومنظمة التحرير من لبنان، انتقل مغنية للعمل في صفوف «حركة أمل»، ثم انتقل للعمل ضمن صفوف «حزب الله»، وذلك بالتزامن مع انتقال حسن نصر الله من صفوف «حركة أمل» إلى «حزب الله».
وقبل انخراطه في حزب الله الذي تأسس عام 1985، قام مغنية في عام 1982 بثلاث عمليات، جعلته في صدارة قائمة المطلوبين من قبل الولايات المتحدة وفرنسا؛ هي: تفجير السفارة الأمريكية في بيروت في أبريل 1983 والتي أسفرت عن مقتل 63 أمريكيا ولبنانيا، وتفجير مقر قوات المارينز الأمريكية في بيروت، الذي أودى بحياة 241 أمريكيا، وتفجير معسكر الجنود الفرنسيين في البقاع، والذي أسفر عن مقتل 58 فرنسيا.
ومنذ انخراط عماد في «حزب الله» بعد بضعة أشهر فقط من تأسيس الحركة، عينه أحد قياديي الحرس في لبنان، وهو "أحمد متوسليان" مسئولا عن استخبارات «حزب الله» في بيروت، وعقب اختطاف "متوسليان" فيما بعد من قبل القوات اللبنانية مع القائم بالأعمال الإيراني محسن موسوي ومراسل وكالة الأنباء الإيرانية كاظم إخوان وسائق السفارة الإيرانية وقول الدكتور سمير جعجع إن أيلي حبيقة قائد القوات اللبنانية حينئذ أمر بقتلهم، بدأ نجم "مغنية" يلمع أكثر.
وقد عمل مغنية لفترة مسئولا عن الأمن الشخصي للزعيم الروحي لـ«حزب الله» حسين فضل الله، إلا أنه لاحقا وبسبب المهارات غير العادية التي يتمتع بها في التخطيط الميداني والقيادة، بات مسئولا عن العمليات الخاصة لـ«حزب الله» ما جعله المطلوب الأكثر إلحاحا لدى الأمريكان والصهاينة.
وكان مغنية يمتلك جوازات لبنانية وسورية وإيرانية وباكستانية، كما أنه غير ملامح وجهه عدة مرات، ما سهل له القيام بعدة عمليات في الخارج أيضا، منها تخطيط وتنفيذ سلسلة من العمليات في الأرجنتين في التسعينيات، من بينها تفجير مركز يهودي عام 1994 في بوينس أيرس، أودى بحياة 85 شخصا، ويقال إنه شارك في تفجير الخبر بالسعودية 1996، حيث قتل 19 عسكريا أمريكيا، ولذلك تصفه المصادر الأمريكية بأنه أكبر شخص على كوكب الأرض قتل أمريكيين، كما أنه كان مطلوبا في 42 دولة، ورصدت جائزة لرأسه بلغت 5 ملايين دولار.
ووفقا لمصادر غير مؤكدة، فقد قضى "مغنية" فترة ما بين 1997 وغزو العراق 2003، بين أفغانستان وسوريا ولبنان وباكستان وشمال العراق، وساعد على انتقال كبار قيادات «القاعدة» من أفغانستان إلى إيران.
وفي عام 2005 – وفق جريدة الشرق الأوسط - عُهدت إليه مسئولية تنظيم العلاقات بين فصائل الشيعة المسلحة في جنوب العراق، ومن ثم تسلم مهمة المشرف الميداني على مراكز استخبارات الحرس الثوري في جنوب العراق، وفي العام نفسه 2005، توجه عماد إلى لبنان عبر سوريا، برفقة بعض المسئولين الإيرانيين هذه المرة تحت اسم سيد مهدي هاشمي، إيراني الجنسية، حاملا جواز سفر دبلوماسي.
وأوائل عام 2006 شوهد عماد فايز مغنية في البصرة بالعراق، ويقال إنه كان مسئولا عن تنظيم سفر مقاتلي «جيش المهدي» إلى إيران، للمشاركة في دورات التدريب، وفي أبريل الماضي، تردد أن مغنية عاد إلى لبنان، حيث تسلم مهمة رفيعة في جهاز استخبارات «حزب الله»، ووفقا لمزاعم لمصادر إسرائيلية، فإنه أعد خطة خطف الجنديين الإسرائيليين بناء على تعليمات صادرة من قبل استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وأن ثمانية أجهزة استخباراتية إسرائيلية عجزت عن اختراق "حزب الله" وعرقلة نشاط عماد مغنية.
والغريب أن أخبار مغنية بدأت تظهر مؤخرا على الرغم من استمرار اختفائه بصورة تبعث على التساؤل عن مصدرها.. فالزعيم اللبناني وليد جنبلاط قال قبل فترة: "إن المعلّم الأساسي للسيد حسن ( نصر الله) هو عماد مغنية"، ثم عاد - خلال التوتر الأخير في لبنان - ليقول إنه ربما الجهاز الأمني لدى "حزب الله" أو ما يسمى عماد مغنية متورط في بعض "الجرائم"، مضيفا: "رأينا كيف قدموا يوم اغتيال (النائب) جبران تويني الحلوى في بعض المناطق".
أيضا نقلت صحيفة "صنداي تايمز" في أبريل الماضي، عن خبراء أمنيين ومسئول أمريكي سابق في مجلس الأمن القومي الأمريكي، قولهم إن الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد حضر لقاء في سوريا مطلع هذا العام مع مغنية، وقالت الصحيفة: "إن مسئولين أمريكيين ومصادر في الاستخبارات الإسرائيلية يعتقدون أن مغنية بوصفه قائد العمليات الخارجية في حزب الله اللبناني، تولى مسئولية تدبير الرد الإيراني ضد أهداف غربية، إذا أمر الرئيس الأمريكي جورج بوش بضرب المنشآت النووية الإيرانية".
وأضافت أن: مغنية سافر في يناير الماضي مع أحمدي نجاد من طهران إلى العاصمة السورية دمشق، حيث التقى الرئيس الإيراني قادة "حزب الله". وجاء النشاط المتزايد لمغنية مؤخرا وارتباط اسمه بخطط مواجهة أمريكا في المنطقة في حالة القيام بغزو لإيران، فضلا عن ارتباط اسمه بعمليتي خطف الجنديين الإسرائيليين، فضلا عن نشاطه السابق، ليثير علامات استفهام حول اختراق ما أو رصد مكثف، أو تجسس بتقنية عالية على أنشطته، ليجري اصطياد هذا المجاهد الشبح في سوريا، وتنتهي أسطورة أحد أبرز مقضِّي مضاجع الأمريكان والإسرائيليين.